الجمعة، 13 يوليو 2018

هذا هو الطريق


مرت الدعوة الإسلامية في طورها الأول بتجربة قاسية، فقد امتحن الصحابة الكرام وابتلوا بلاء شديداً، كما وقع لبلال وعمار وخباب -رضي الله عنهم أجمعين- ، وهـذا الابتـلاء لا بد منه في الدعوات ، حتى تصقل ويقوى عودها، ويزداد رجالها خبرة وتجربة وتمرساً في الحياة، فإذا مكن لهم في الأرض كانوا على قدر المهمة المناطة بهم. وحتى لا تكون المحنة أقـسـى مما يتحمله بشر، فعندئذ قد يتسرب اليأس والقنوط إلى النفوس ، كان رسـول اللـه -صلـى الله عليـه وسلم- يخفف من آلام أصحابه ، ويدعوهم إلى الصبر، ويذكرهم بما وقع للمؤمنين من قبلهـم ، ويبشرهم بأن سيكون بعد الضيق فرج بإذن الله ، فكانت كلماته برداً وسلاماً على قلوبهـم ، وكـان رســول الله -صلى الله عليه وسلم- – وهو الرحمة المهداة – يبحث عن مخرج لهذه المحنة، فـأشـار عـلـى أصـحـابه بالهجرة إلى الحبشة، فهاجر من هاجر في المرتين ، وعاشوا هناك آمنين مطمئنين يعبدون الله دون خـوف أو أذى، واسـتمـر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبحث عن مخرج وفسحة أكبر من الحبشة، حتى تأذّن الله بالفرج وذلك بإسلام نفر من أهل المدينة، ثم كانت الهجرة الكبرى ثم كانت الدولة.
ابتلـي المسلمـون في هذه الأيام بلاء كبيراً، ورماهم الغرب وأتباعه عن قوس واحدة، وقامت قيامة الإعلام علـيـهـم. ينبزهـم بألـقـاب هم بريئون منها، ويؤزون عليهم من يكره الإسلام وأهله ، ويحرضون عليهم السفلة ورعاع الناس.
والابتلاء إذا كان قاسياً قد يحطم الفرد، ويجعله في حالة شلل تام، بل قد يحطم المجتمع إذا لم يـكــن متمـاسكاً وعلى درجة عالية من الأخوة والتناصر، وحـتـى ذلـك أو قـبـل أن يحدث ذلك فإن الـبـحـث عن مخرج لهذه الفتن المتلاحقة هو من مهمة القيادات الواعية، والدعاة الصادقين ، والـعلـماء العاملين ، لا بد أن يرى الشباب بصيصاً من الأمل ، وبشارة بقرب زوال هذا الليل الذي طــال وناء بكلكله على صدور المسلمين ، لا بد من عمل كبير، واجتهاد صحيح في كيفية التغيير، وإن فقدان العلماء – الذين هم على معرفة بالواقع وعلى ارتباط به والذين يجتهدون لكل حادثة، ويكون لهم تأثير كبير وفعال – يضر كثيراً بالعمل الإسلامي ، ويجعل الأصاغر يجـتـهـدون ويخــربــون ولــو كان ذلك بحسن نية. فهل من مبادرات لسد هذه الثغرة، وحتى لا يقع المحذور.
الدكتور أيمن عبد العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المَلَل من كَواذب الأخلاق

جاء في "صحيح ابن حبان" عن عـائـشـة -رضي الله عنها- تصف خلقاً من أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-   قالت :"كــان عـمـلـه...