الخميس، 26 يوليو 2018

نحو وعي صحيح


نحو وعي صحيح
أي إسلام تريدون يا أمتنا
إلـى الأمـة المسلمـة، إلى الأمة العربية: أي إسلام تريدون؟ أتريدون الإسلام المستأنس، أم إسلام الخوارج ، أم إسلام الكتاب والسنة ؟
لأن الإسلام من عـنـد الله الذي لا يحابي أحداً ، ولا تكريم عنده إلا للتقي ، ولأن التقوى منزلة عزيزة المطلب ولأن حب التسلط من طبع البشر ولا يتخلص إلا القليل منهم من نوازع نفسه وحب ذاته؛ ولأن الآيـة والحـديـث سـيـف في يد قائلهما ؛ لكل ذلك لا بد للسلطان الذي يحكم الهوى أن يستأنس إسلاماً يسانده في سلطانه ويحقق منافعه ويستخدمه سلاحاً ضد أعدائه . وعملية استئناس الإسلام عملية قـديـمـة قـدم الانحـــراف عن منهج الكتاب والسنة، وستستمر ما بقي سلطان في الأرض يحكم بالإسلام اسماً، وبالقرآن رسماً وبالمصالح والأهواء عملاً وواقعاً .
والمستفيدون من ذلك يرون لـــزامــاً عليهم أن يقربوا رجالاً يتزينون بزي الدين فينطقونهم حيث يردون ويسكتونهم حيث يشاؤون ، ويضع هؤلاء لهم من الفتاوى ما يناسب أذواقهم وأهواءهم ، ويفصلون لهم من الدين أثواباً على قياسهم ، ولذلك فالاسلام المستأنس إسلام عجيب ، إذا كان السلطان يطبق النظام الشيوعي كان الإسلام المستأنس شيوعياً وكذلك إذا كان اشتراكياً لا ترى ولا تسمع إلا الأحاديث التي تشيد بالمساواة وآيات الإنفاق ، وإذا كان السلطان يطبق النظام الرأسمالي بكل احتكاراته وظلمه وغشمه لا تسمع إلا: "إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام" .
واليوم حيث تتشابك السبل وتشتبه النصوص وتقل المعرفة ويستأنس علماء الإسلام بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى ، ويصنع لكل سلطان في كل بلد جبة إسلامية تناسبه في الشكل والموضوع يخرج فكر الخـوارج مــــــن معاقله فنسمع عن جماعات التكفير والهجرة وعلى شاكلتها .
وإسلام الكتاب والسنة ليس هذا ولا ذاك ، إنه إسلام مهتد ينطق بالحق ولا يبرر الواقع ، ويصدع بالنص كما يريده الله ورسوله ، ولا يلوي عنقه ليوافق أهواء الناس . إسلام الكتاب والسنة هو الإسلام الكامل الذي أنزله الله لا يجامل أحداً ، ولا يستغله أحد ، يقوم عليه علماء نذروا أنفسهم لله وتواضعوا له فرفعهم وأخلصوا نياتهم فأشرقت قلوبهم بنور الوحي فعرفوا طريقهم وعظموا الله فــذل كل جبار في أعينهم ، وتواصوا بالمرحمة فعلموا الجاهل وأرشدوا الحائر وصبروا على إساءة الظالم طمعاً في هداية الخلق ورغبة في ثواب الخالق ، فأي إسلام تريدون يا أمتنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المَلَل من كَواذب الأخلاق

جاء في "صحيح ابن حبان" عن عـائـشـة -رضي الله عنها- تصف خلقاً من أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-   قالت :"كــان عـمـلـه...