الخميس، 26 يوليو 2018

تمييز الخبيث من الطيب


تمييز الخبيث من الطيب

يقول الله تعالى : ((مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّـيِّـبِ ومَا كَـانَ اللَّهُ لِيُطْـلِـعَـكُمْ عَلَى الغَيْبِ)) [آل عمران 179]، إن من رحمة الله تعالى وحكمته البالغة أن يقدر أحداثاً مؤلمة تتميز من خلالها الصفوف ، وتتعرى فيها النفوس ، فتظهر على حقيقتها للناس ، وهذا هو الذي ظهر من خلال هذا الانقلاب ، حيث ظهرت حقائق مهمة ساهمت في توعية الناس والدعاة منهم بصفة خاصة ، وذلك بحقيقة أعدائهم ، وتهافت راياتهم ، وانكشاف مخططاتهم ، وادعاءاتهم الكاذبة التي كانوا يخدعون بها الناس ، وتعرت بذلك دول وأفكار ودعوات ، بل إن الإنسان نفسه قد تعرى أمام نفسه ، وكشف من خلال هذه الأحداث حقائق من حوله ومن نفسه ما كانت لتعرف لو لم يقدر الله عز وجل مثل هذه الأحداث ، وإن هذه الثمرة الكبيرة من توعية المسلمين بحقيقة أعدائهم وبحقيقة الأفكار والنحل التي تتلاطم من حولهم ما كانوا ليعرفوا عنها شيئاً ، وبهذا الكم الهائل من المعلومات لولا تقدير الله سبحانه وتعالى لهذا.

والأيام حبلى بدروس وعبر جديدة، أليس هذا من رحمة الله وفضله؟ بلى والله ، ولا يعني هذا أننا نتمنى المصائب والفتن ، معاذ الله ، فإن المسلم لا يدري ما تكون حاله حينئذ وقد نهانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله : »ولا تتمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموه فاصبروا« متفق عليه.

ولكن أردت الإشارة هنا إلى ربط الأحداث بعلم الله عز وجل وحكمته البالغة ، وأن شيئاً في هذا الكون لا يكون إلا بعلم الله عز وجل وحكمته البالغة ، ويريد الله عز وجل منه الخير للمسلمين في الحال أو المآل.
د أيمن عبد العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المَلَل من كَواذب الأخلاق

جاء في "صحيح ابن حبان" عن عـائـشـة -رضي الله عنها- تصف خلقاً من أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-   قالت :"كــان عـمـلـه...