تمييز الخبيث من الطيب
يقول الله تعالى : ((مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا
أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّـيِّـبِ ومَا كَـانَ اللَّهُ
لِيُطْـلِـعَـكُمْ عَلَى الغَيْبِ)) [آل عمران 179]، إن من رحمة الله تعالى وحكمته
البالغة أن يقدر أحداثاً مؤلمة تتميز من خلالها الصفوف ، وتتعرى فيها النفوس ، فتظهر
على حقيقتها للناس ، وهذا هو الذي ظهر من خلال هذا الانقلاب ، حيث ظهرت حقائق مهمة
ساهمت في توعية الناس والدعاة منهم بصفة خاصة ، وذلك بحقيقة أعدائهم ، وتهافت راياتهم
، وانكشاف مخططاتهم ، وادعاءاتهم الكاذبة التي كانوا يخدعون بها الناس ، وتعرت بذلك
دول وأفكار ودعوات ، بل إن الإنسان نفسه قد تعرى أمام نفسه ، وكشف من خلال هذه الأحداث
حقائق من حوله ومن نفسه ما كانت لتعرف لو لم يقدر الله عز وجل مثل هذه الأحداث ، وإن
هذه الثمرة الكبيرة من توعية المسلمين بحقيقة أعدائهم وبحقيقة الأفكار والنحل التي
تتلاطم من حولهم ما كانوا ليعرفوا عنها شيئاً ، وبهذا الكم الهائل من المعلومات لولا
تقدير الله سبحانه وتعالى لهذا.
والأيام حبلى بدروس وعبر جديدة، أليس هذا من رحمة الله وفضله؟ بلى والله
، ولا يعني هذا أننا نتمنى المصائب والفتن ، معاذ الله ، فإن المسلم لا يدري ما تكون
حاله حينئذ وقد نهانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله : »ولا تتمنوا لقاء
العدو وإذا لقيتموه فاصبروا« متفق عليه.
ولكن أردت الإشارة هنا إلى ربط الأحداث بعلم الله عز وجل وحكمته البالغة
، وأن شيئاً في هذا الكون لا يكون إلا بعلم الله عز وجل وحكمته البالغة ، ويريد الله
عز وجل منه الخير للمسلمين في الحال أو المآل.
د أيمن عبد العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق