لماذا لا نبكي من خشية
الله ؟
كثير منا من يقرأ القرآن
ويداوم على الصلاة ويحافظ على السنن،ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد يصوم بعضنا
الأيام المستحب صيامها ، وكل هذه أعمال عظيمة ولله الحمد.
رغم هذا فإنه يتبادر
إلى ذهني سؤال يحيرني ويزعجني وهو: لماذا لا أبكي من خشية الله؟ كان السلف الصالح رضوان
الله عليهم يبكون عند أدنى شيء يذكرهم بالله جل وعلا. فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله
عنه- عـنـدمـا قرأ في صلاة الفجر قوله تعالى : ((فَإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)) شهق
شهقة قوية ، فسقط فجلس يعاد في بيته وهو على فراشه أسبوعاً كاملاً.
وهذه قصة عمر بن عبد
العزيز -رضي الله عنه- عندما جاء بيته وجلـس على فـراشه وهو يبكي ، فجاءت زوجه فاطمة
فبكت لبكائه ، وبكى الخدم لبكائهما ، وعندما سكت قالت له : بأبي وأمي ما يبكيك ، قال
: تذكرت موقفي يوم العرض. وغيرها كثيرة معلومة. وقد يكون السبب في ذلك والله أعلم
:
1- عدم حضور القلب حضوراً
تاماً في الصلاة ، والتلذذ فيها هي أو غيرها من العبادات ، والغفلة عن تلاوة القرآن
وتدبره. يقول ابن القيم -رحمه الله- : إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته
وسماعه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب
منه لك على لسان رسوله. قال تعالى : ((إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ
قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ)) [ق:37].
2- ما يعتري القلب من
أمراض معنوية كالحسد وحب الرئاسة وإظهار النفس وحب المال والكبر وغيرها.
3- الاهتمام بجانب واحد
وإهمال الجانب أو الجوانب الأخرى ، كمن يهتم بتلاوة القرآن ولا يترك فضول الكلام ،
فهنا لن تحصل تمام الخشية والإنابة على الوجه المطلوب.
4- العكوف والإصرار
على المعصية مما يجعل القلب يقسو وينكت فيه نكتة سوداء. والركون إلى شيء من حطام الدنيا
الزائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق