الأربعاء، 1 أغسطس 2018

لماذا لا نبكي من خشية الله ؟


لماذا لا نبكي من خشية الله ؟

كثير منا من يقرأ القرآن ويداوم على الصلاة ويحافظ على السنن،ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد يصوم بعضنا الأيام المستحب صيامها ، وكل هذه أعمال عظيمة ولله الحمد.

رغم هذا فإنه يتبادر إلى ذهني سؤال يحيرني ويزعجني وهو: لماذا لا أبكي من خشية الله؟ كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يبكون عند أدنى شيء يذكرهم بالله جل وعلا. فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عـنـدمـا قرأ في صلاة الفجر قوله تعالى : ((فَإذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)) شهق شهقة قوية ، فسقط فجلس يعاد في بيته وهو على فراشه أسبوعاً كاملاً.

وهذه قصة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- عندما جاء بيته وجلـس على فـراشه وهو يبكي ، فجاءت زوجه فاطمة فبكت لبكائه ، وبكى الخدم لبكائهما ، وعندما سكت قالت له : بأبي وأمي ما يبكيك ، قال : تذكرت موقفي يوم العرض. وغيرها كثيرة معلومة. وقد يكون السبب في ذلك والله أعلم :

1- عدم حضور القلب حضوراً تاماً في الصلاة ، والتلذذ فيها هي أو غيرها من العبادات ، والغفلة عن تلاوة القرآن وتدبره. يقول ابن القيم -رحمه الله- : إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله. قال تعالى : ((إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ)) [ق:37].

2- ما يعتري القلب من أمراض معنوية كالحسد وحب الرئاسة وإظهار النفس وحب المال والكبر وغيرها.

3- الاهتمام بجانب واحد وإهمال الجانب أو الجوانب الأخرى ، كمن يهتم بتلاوة القرآن ولا يترك فضول الكلام ، فهنا لن تحصل تمام الخشية والإنابة على الوجه المطلوب.

4- العكوف والإصرار على المعصية مما يجعل القلب يقسو وينكت فيه نكتة سوداء. والركون إلى شيء من حطام الدنيا الزائل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المَلَل من كَواذب الأخلاق

جاء في "صحيح ابن حبان" عن عـائـشـة -رضي الله عنها- تصف خلقاً من أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-   قالت :"كــان عـمـلـه...